حتى إذا اصطفوا لدعوتهم ... وبدا لأعينهم بها نضح
كشف الغمام إجابةً لهم ... فكأنما خرجوا ليستصحوا قال الشيخ صلاح الدين الصفدي: وقد سبقه إلى معناها أبو علي المحسن ابن أبي القاسم التنوخي صاحب كتاب الفرج بعد الشدة في قوله:
خرجنا لنستسقي بيمن دعائه ... وقد كاد هدب الغيم أن يلحق الأرضا
فلما ابتدا يدعو تقشعت السما ... فما تم إلا والغمام قد ارفضا 182 (?)
سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي الأندلسي البلنسي الحافظ الكبير؛ ولد في شهر رمضان سنة خمس وخمسين، وتوفي سنة أربع وثلاثين وستمائة، رحمه الله تعالى.
كان بقية أعلام الحديث ببلنسية، عني أتم عناية بالتقييد والرواية، وكان إماماً حافظاً عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك؛ وكان الخط الذي يكتبه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار في البلاغة، فرداً في الرسائل مجيداً (?) في النظم،