بكى شعيب النبي عليه السلام من حب الله تعالى حتى عمي فرد الله إليه بصره فأوحى الله إليه:

51 - وَبِهِ ثنا أَحْمَد، ثنا أَبُو سَعْدٍ، مِنْ حِفْظِهِ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ الْمُثَنَّى الْوَاعِظُ الأَسْترَابَاذِيُّ، قثنا أَبِي، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، قثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَكَى شُعَيْبٌ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى عَمِيَ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ أَشَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ خَوْفًا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: إِلَهِي وَسَيِّدِي أَنْتَ تَعْلَمُ مَا أَبْكِي شَوْقًا إِلَى جَنَّتِكَ وَلا خَوْفًا مِنَ النَّارِ، وَلَكِنِّي اعْتَقَدْتُ حُبَّكَ بِقَلْبِي، فَإِذَا أَنَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ فَمَا أُبَالِي مَا الَّذِي تَصْنَعُ بِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا شُعَيْبُ إِنْ يَكُ ذَلِكَ حَقًّا فَهَنِيئًا لَكَ لِقَائِي يَا شُعَيْبُ لِذَلِكَ أَخْدَمْتُكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ كَلِيمِي ".

قَالَ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ بِبَغْدَادَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْثُوقًا بِهِ فِي الرِّوَايَةِ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عِنْدَ عَوْدِي مِنَ الْحَجِّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَحَدَّثَنِي، عَنْ شَافِعِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِينِيِّ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ الرَّازِيِّ الضَّرِيرِ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيِّ، وَأَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَيِّعِ النَّيْسَابُورِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيِّ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: وُلِدْتُ بِإِسْفَرَايِينَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، وَمَاتَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى مَا بَلَغَنِي، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015