ولمّا علمت ما لحملة العلم من الشّرف، عند السّلف والخلف، وعظم شأنهم، وعلوّ قدرهم، على قدر سائر أهل زمانهم، كما حدّثنا أبو حفص المذكور بالسند المتقدّم إلى أبي القاسم زيد بن عبد الله المذكور، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجريّ، رحمه الله، قال: حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحرّانيّ، قال: حدثنا عاصم بن عليّ، قال: حدثنا أبو معشر، عن يعقوب بن زيد بن طلحة بن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «حملة العلم في الدّنيا خلفاء الأنبياء، وفي الآخرة من الشّهداء» (?).
وعرفت ما أوجبه الله تعالى من حقوق طلبة العلم على الكافّة، وألزمهم إيّاه من التحنّن عليهم والرأفة، كما حدّثني به أبو حفص المذكور بالسند المتقدّم إلى أبي القاسم زيد بن عبد الله المذكور، قال: حدّثني شيخي أبو سعد عبد الله بن مسعود، قال: حدّثني محمد بن منصور، قال: حدّثني أبو سلمة موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي هارون عمارة بن جوين العبديّ، قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدريّ قال لنا: مرحبا بوصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سمعته صلّى الله عليه وسلّم، يقول: «إنه سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يطلبون العلم، فاستوصوا بهم خيرا» (?).