فكر ومباحث (صفحة 155)

5 - بقي علينا مسألة أراها مهمة، هي أن يكون الطالب حراً وصريحاً، يكتب ما يخطر في باله، ويصوِّر أفكاره وعواطفه، ولو كان في رأيه ما لا يعجب المدرِّس أو يروق له.

وليس على المنهج اعتراض من جهة الإنشاء، ولكن الاعتراض عليه من جهة النصوص.

النصوص:

أحب أن أبين أولاً كيف تدرس النصوص، ثم أعود إلى ذكر ملاحظتي على المنهج، لا بد قبل كل شيء من قراءة النص قراءة صحيحة وفهمه فهماً مستقيماً، وهذا لا يكون إلا بالوقوف علي علوم الأدب، وإتقانها في حين أن الذي رأيته من الطلاب، هو الضعف البينِّ في هذه العلوم، إلى درجة أني سألت مئتي طالب من طلاب الثانوية إعراب بيت سهل، هو:

اذكرونا مثل ذكرانا لكم ... ربَّ ذكرى قرَّبت من نزحا

فما عرف إعرابه إلا خمسة عشر طالباً. فكل درس للنصوص قبل تقوية علوم اللغة عند الطلاب، إضاعة وقت، وعبث من العبث.

فإذا فهم الطلاب النص، قسموه بحسب الأفكار أو الصور التي فيه، ثم درسوا مزاياه وملامح أسلوبه، ثم بحثوا عن الصلة بينه وبين نفس صاحبه ومبلغ تصويره لأخلاقه وأفكاره.

وأنا أرى أن يكون مدار اختيار النصوص، لا على اللغة وضخامة الأسلوب، ولكن على الجمال والقرب من أفهام الشباب وميولهم أو يترك الخيار للمدرس إن أمكن، وذلك أحسن.

تاريخ الأدب:

بقي علينا الكلام في النقد أو تاريخ الأدب، والكلام فيهما الآن واحد.

الدرس الأدبي، فيما أفهم، ليس معناه الإحاطة بترجمة الشاعر أو الناثر، ولا حفظ أمثلة ونماذج من آثاره ولا معرفة ما قال فيه النقَّاد وأئمة الأدب، ولكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015