فصل
في الحث على التبكير إلى الصلاة، والمبادرة إليها
قال ابن رجب في شرح البخاري ما نصه: "وقد ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى التهجير إلى الصلاة، وهو القصد إلى المساجد في الهجير، إما قبل الأذان أو بعده، كما ندب إلى التهجير إلى الجمعة: انتظار الصلاة بعد الصلاة، وقال للذين انتظروه إلى قريب من شطر الليل لصلاة العشاء: «إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها».
وقد كان كثير من السلف يأتي المسجد قبل الأذان، منهم: سعيد بن المسيب، وكان الإمام أحمد يفعله في صلاة الفجر.
وقال ابن عيينة: «لا تكن مثل أجير السوء، لا يأتي حتى يدعى «يشير إلى أنه يستحب إتيان المسجد قبل أن ينادي المؤذن.
وقال بعض السلف في قول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 10]: «إنهم أول الناس خروجا إلى المسجد وإلى الجهاد».
وفي قوله: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [الحديد: 21] قال مكحول: «التكبيرة الأولى مع الإمام»، وقال غيره: «التكبيرة الأولى والصف الأول».