أن رجلًا جاء إلى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن شيء فقال له ابن عمر: "لا تسأل عما لم يكن فإني سمعت عمر -رضي الله عنه- يلعن من سأل عما لم يكن" (?).

وكان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- إذا سأله رجل عن شيء قال: "آلله! أكان هذا؟ فإن قال: نعم، تكلم فيه، وإلَّا لم يتكلم" (?).

وعن مسروق قال: "كنت أمشي مع أبي بن كعب -رضي الله عنه- فقال فتى: ما تقول يا عماه في كذا وكذا؟ قال: يا ابن أخي أكان هذا؟ قال: لا، قال: فاعفنا حتى يكون" (?).

وجاء نحو هذا عن التابعين -رضي الله عنهم-، فعن عبد الملك بن مروان أنه سأل ابن شهاب الزهري -رحمه الله- عن مسألة، فقال له ابن شهاب: أكان هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، قال: فدعه فإنه إذا كان أتى الله له بفرج" (?).

فعلى المفتي والمجتهد في النوازل عامة، وفيما يتعلق بمسائل الأقليات خاصة أن يتأكد من وقوع النازلة، ولا يفرض مسائل غريبة، أو نادرة الوقوع، وأما إذا كانت المسائل متوقعة الحصول، أو ستحصل قطعًا، كمثل ما جاء في الكتاب والسنة من أمور غيبية لمَّا تحصل بعد لكننا جازمون بوقوعها؛ فإن البحث عنها مشروع، والنظر فيها مطلوب؛ لبيان أحكامها وتفصيل أحوالها؛ ولذا سأل الصحابة -رضي الله عنهم- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم الذي كَسَنَةٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015