وكونه يقرؤون الخطبة في أوراق أو أنهم يقومون باستماعهم لها عن طريق التسجيل فهذا جائز ولا بأس به.
وقد نص الحنابلة والشافعية رحمهم الله على ذلك، قالوا: بأن الشخص الذي لا يستمع خطبة الإمام لكونه أصم أو لكونه بعيداً عن الإمام ولا يستمع الخطبة له أن يشتغل بالذكر والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقراءة القرآن، وبقراءة كتب أهل العلم..إلخ.
ومثل ذلك أيضاً هذا الأعجمي الذي لا يفهم العربية لو اشتغل بقراءة الخطبة التي يخطبها الإمام أو اشتغل بسماع الخطبة عن طريق المسجل وكذلك القراءة، فإن هذا جائز ولا بأس به وهو بمنزلة الأصم والبعيد.
واستدلوا على ذلك بحديث أبي الدرداء - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ " أخرجه الإمام أحمد رحمه الله. فقيد ذلك بسماع الكلام وهذا لا يسمع الكلام.
وكذلك أيضاً أن المقصود من سماع الخطبة هو الإفادة والفهم، ومثل هذا الأعجمي وهذا البعيد لا يستفيد ولا يفهم فله أن يشتغل بعبادة أخرى.
وسبق أن ذكرنا أنه يفرق بين العمل والحديث في الخطبة وأن العمل أخف من الحديث وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" من مس الحصى فقد لغا ".
نقول أن العمل أناء الخطبة أنه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: عمل للمصلحة كما تقدم وضربنا لذلك أمثلة وأن هذا جائز ولا بأس به.
والقسم الثاني: عمل لغير مصلحة ولغير حاجة فإن هذا هو الذي لا يجوز.
وأما مثل هذا العمل فإنه للحاجة فنقول بأن هذا جائز ولا بأس به.
تعريف الكسوف والخسوف:
الكسوف: لغة هو التغير إلى السواد.
الخسوف لغة: هو الذهاب والنقصان.
وأما في الاصطلاح:هو انحجاب ضوء الشمس أو القمر كله أو بعضه بسبب غير معتاد
سبب الكسوف:
الكسوف له سببان: 1-: سبب شرعي 2 -: سبب كوني.