أي ما هذه الجَلَبة. وقال آخر: [من الطويل]
مِنَ النَّاسِ إنسانان دَيْنِي عَليهما ... مَليئان لو شَاءَا لقد قَضَياني.
خليلَيَّ أمّا أمُّ عَمروٍ فَواحِدٌ ... وأمَّا عنِ الثاني فلا تَسلاني.
فحمل المعنى على الإنسان أو على السخص. وفي القرآن: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً} 1 والسَّعير مذكر ثمَّ قال: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} 2 فحمله على النار فأنثه وقال عزَّ إسمه: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً} 3 ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان. وقال جلّ ثناؤه: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} 4 فذكر السّماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف وكل ما علاك وأظلك فهو سماء والله أعلم
العرب تزيد وتحذف حفظا للتوازن وإيثاراً له أما الزيادة فكما قال تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} 5 وكما قال: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} 6. وأمَّا الحذف فكما قال جلَّ إسمه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} 7 وقال: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} 8 وقال: {يَوْمَ التَّنَادِ} 9 و: {يَوْمَ التَّلاقِ} 10 وكما قال لبيد: [من الرمل]
إنَّ تَقوى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ ... وبإذنِ اللهِ رَبيْ وَعَجَلْ.
أي وعجلي وكما قال الأعشى:
ومن شانئ كاسِفٍ وَجهُهُ ... إذا ما انتسَبتُ لهُ أنْكَرَنْ. أي أنكرني.