من ذلك ما روي عن أسماء (?) بنت أبي بكر، قالت: مكثنا ثلاث ليال ما ندري أين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل رجل من أسفل مكة يتغنّى بأبيات من الشّعر:

جزى الله ربّ النّاس خير جزائه ... رفيقين حلّا خيمتي أمّ معبد

هما نزلا بالبرّ ثمّ تروّحا..! ... فأفلح من أمسى رفيق محمّد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد

قالت أسماء: فلمّا سمعنا قوله عرفنا حيث توجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ وجهه إلى المدينة!.

من القائل؟ تذكر الرواية أنّه من الجن! وتلك عادة العرب في نسبة شعرها، فلكلّ شاعر عندهم شيطان..! (?) .

والرّاجح أنّ الأبيات المذكورة من إنشاد مؤمن يكتم إيمانه بمكة، ويتسمّع أخبار المهاجرين، فيبدي فرحته بما يلقون من توفيق، ويجد متنفسا لمشاعره المتوارية في هذا الغناء المرسل.

والأبيات تشير إلى واقعة عرضت للرسول عليه الصلاة والسلام في أثناء رحلته، فقد مرّ على منازل خزاعة، ودخل خيمة أمّ معبد، فاستراح بها قليلا، وشرب من لبن شاتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015