أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلم بعينيه، قال: «فو الله ما تنخّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم فذلك بها وجهه وجلده. وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون النظر إليه تعظيما له» .

إنها صورة بارزة حيّة، أوضحها عروة بن مسعود لمدى محبة أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم له.

وإن فيها لدلالات هامة يجب أن يقف عليها كل مسلم.

إنها تدل أولا، على أنه لا إيمان برسول الله صلّى الله عليه وسلم بدون محبة له، وليست المحبة له معنى عقلانيا مجردا، وإنما هي الأثر الذي يستحوذ على القلب فيطبع صاحبه بمثل الطابع الذي وصف به عروة بن مسعود أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وهي تدل ثانيا، على أن التّبرك بآثار رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر مندوب إليه ومشروع. ولقد وردت أحاديث صحيحة ثابتة عن تبرّك الصحابة رضي الله عنهم بشعر النّبي صلّى الله عليه وسلم، وعرقه، ووضوئه، وبصاقه، والقدح الذي كان يشرب فيه، وقد ذكرنا تفصيل بعض هذه الأحاديث فيما مضى (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015