هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا. فبايعوا عمر أو أبا عبيدة فقال عمر: بل نبايعك فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله (ص) فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس. فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله) (?).
وفي رواية لابن عباس قال: (... فقدمنا المدينة عقب ذي الحجة. فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته. فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله. فجلس عمر على المنبر. فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر الله لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي. فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته. ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي ..).
وبعد أن تكلم رضي الله عنه من آية الرجم والرغبة عن الآباء قال:
(.. ألا ثم إن رسول الله (ص) قال: ((لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله))) ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول: والله لو مات عمر بايعت فلانا. فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت. ألا وإنها كانت كذلك. ولكن الله وقى شرها. وليس منكم من تقطع