فليستقدمنه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه))). ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها فقال رجل: إن لي عندك ثلاثة دراهم. فقال: ((اعطه يا فضل))) ثم أوصى بالأنصار قائلا: ((أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)) وفي رواية قال: ((إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه. فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم))) (?).

ثم قال: إن عبدا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده).

قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر. قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ. يخبر رسول الله (ص) عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. وكان أبو بكر أعلمنا) (?).

ثم قال: إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا. ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015