هذا؟))). قالوا: يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر، قال: ((فأين جابر))). فدعيت له. فقال: ((يابن أخي خذ برأس جملك فهو لك ..))) ودعا بلالا فقال له: ((اذهب بجابر فأعطه أوقية))). قال: فذهبت معه فأعطاني أوقية، وزادني شيئا يسيرا.
قال: فوالله ما زال ينمى عندي، ويرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس بما أصيب لنا (?)).
ويحسن أن لا ننسى أن عمر جابر في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز السابعة عشر من عمره. والحبيب المصطفى يرعاه في تخلفه، ويتفقد أحوأله في زواجه، ويعينه بالنفقة، ويساره ويحدثه، ويحمل مؤونته.
8 - هذا الجيل الذي رباه النبي (ص) كيف كان في الشدائد والملمات؟ نسمع الجواب من عروة بن مسعود رضي الله عنه، الذي كان العدو الألد للمسلمين يقول:
(.. ثم ان عروة جعل يرمق صحابة النبي (ص) بعينيه، قال: فوالله ما نخم نخامة إلا وقعت في يد رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يمدون إليه النظر تعظيما له. فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي. والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا. والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف أحدهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه. وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده. وما