لقد بقي أثر المعاملة النبوية في نفس أبي العاص يعمل عمله في نفسه حتى انتهى به جنديا في الصف الإسلامي دون أن يكون الخوف والإرهاب سبيله إلى الإسلام، فلم يعلن إسلامه إلا في مكة.

3 - وقال البيهقي بسنده عن ابن عباس عن شيبة بن عثمان، قال:

لما رأيت رسول الله (ص) يوم حنين قد عري (?) ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما فقلت: اليوم أدرك ثأري من رسول الله (ص). قال: فذهبت لأجيئه عن يمينه. فإذا العباس بن عبد المطلب قائم عليه درع بيضاء كأنها فضة ينكشف عنها العجاج، فقلت: عمه ولن يخذله. ثم جئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. فقلت: ابن عمه ولن يخذله. قال: ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أساوره سورة بالسيف إذ رفع شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق فخفت أن يمحشني. فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى. فالتفت رسول الله (ص) وقال: ((يا شيب ادن مني، اللهم اذهب عنه الشيطان))) قال: فرفعت إليه بصري ولهو أحب إلي من سمعي وبصري، فقال: ((يا شيب قاتل الكفار))) (?).

فالبشرية لم تشهد أبدا إلا عند إمام المربين عليه الصلاة والسلام أن ينتقل هذا الثائر الموتور الذي يود أن يغتال رسول الله (ص) إلى جندي فدائي يفدى من يود اغتياله قبل لحظات.

...

4 - وعن عائشة قالت: خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015