قال الحسن: سألت خالي، قلت: صف لي منطق رسول الله (ص) قال: متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا. غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها. فإذا تعدي الحق. لم يقم بغضبه شيء حتى ينتصر له .. لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى. وإذا غضب أعرض وأشاح، جل ضحكه التبسم.

قال الحسن: فكتمته الحسين زمانا ثم حدثثه فوجدته قد سبقني إليه. فسألني عما سألته عنه، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله، وعن مخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا:

قال الحسين: فسألت أبي عن دخول النبي (ص) فقال: كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لأهله، وجزءا لنفسه. ثم جزءا جزأه بينه وبين الناس، فيرد بذلك بالخاصة على العامة. ولا يدخر عنهم شيئا. وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه وقسمه على قدر فضلهم في الدين. فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج. فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وابلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015