أبدا) (?). ولكن هذا الحكم العادل لم يكن غضبا لنفس أو إهانة لآدمية. فقد حرص رسول الله (ص) على أن لا يكون التشفي والثأر هو الذي يسيطر على الموقف (فلقد جابذ نباش بن قيس الذي جاء به (لقتله) حتى قاتله ودق أنفه وأرعفه. فقال (ص) للذي جاء به. لم صنعت به هذا؟ أما كان السيف كفاية! ثم قال: (أحسنوا إسارهم، وقيلوهم واسقوهم، لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح) وكان يوما صائفا. فقيلوهم وسقوهم وأطعموهم. فلما أبردوا راح رسول الله (ص) فقتل من بقي منهم) (?).
...
ثم التقت كلمة اليهود جميعا النضير، وقريظة، وقينقاع الذين تبقوا في خيبر على استئصال الوجود الإسلامى، جيشوا الجيوش، وحزبوا الأحزاب، ووحدوا صفهم لحرب المسلمين، وتحالفوا مع غطفان على ذلك. لأن قريشا كانت في هدنة الحديبية.
وكان الصف الإسلامي على مستوى الأحداث. فقد عانى المسلمون من الجهد في غزوة خيبر ما لم يعانوه في معركة سابقة. فالخندق أطول المعارك الإسلامية استمرت عشرين يوما أو تزيد. والمسلمون في بيوتهم وبلدهم وحصونهم بينما هم هنا ولا يملكون من الطعام حتى التمر، وهم في أشد الحاجة يصبرون قرابة شهرين على الحرب. فلم