ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون} (?). ثم يربط القرآن الكريم بين الفريقين الذين استمروا في الجيش لإشاعة البلبلة والهزيمة. والذين انخذلوا إلى المدينة {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} (?).

ولا نبالغ إذا قلنا: إن قمة تجمع المناففين وخطره برز يوم أحد، لكننا نؤكد في الوقت ذاته أنه قد افتضح أمره. وبرز المنافقون بأشخاصهم وأعيانهم حيث يعلن القرآن عنهم أنهم أقرب للكفر منهم للإيمان وبذلك تمت المفاصلة بينهم وبين المؤمنين. وغدت الجماعة المسلمة تنظر إليهم بعين الحذر والكراهية إن استمروا على مواقفهم. وأصبح المسلم يكف عن بث أسراره لأخيه من أبيه وأمه إن كان ممن وصم بالنفاق.

وأدت هذه المواقف الحاسمة منهم بعد ذلك أن يخنسوا ويحاولوا التقرب من الصف المؤمن والاعتذار إليه. وأن يتراجعوا عن موقف المواجهة والتحدي، ويغيروا خطتهم للعمل في الخفاء. أما الذين كان مغررا بهم فقد بدؤا ينضمون للصف الإسلامي في توبة نصوح خالصة. حيث فتح لهم القرآن طريق التوبة بعد التحذير العنيف الرهيب بسوء مصيرهم إن استمروا على موقفهم {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015