أصبنا منه. فدعهم يا رسول الله. فإن أقاموا أقاموا بشر محبس. وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم. وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا. فلم يزل الناس برسول الله (ص) الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله (ص) فلبس لأمته .... فخرج في ألف من أصحابه ... حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد. انخزل عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس، وقال: أطاعهم وعصاني. ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس.
فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب. واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة: يقول: يا قوم أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم، فقلوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم. ولكنا لا نرى أنه يكون قتال. فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم، قال: أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه) (?).
صحيح أن أزمة الشقاق قد تم تفاديها يوم بني قينقاع. واستجيب لرأي ابن أبي. غير أن الأيام كانت تترى وموقف ابن أبي لم يتغير. فهو لا زال معتدا بحزبه. ولا يزال يوغر الصدور في الخفاء ضد المسلمين.
وكان الموقف يوم أحد. هو القشة التي قصمت ظهر البعير. فلم يؤخذ برأيه في البقاء في المدينة. كما تذكر بعض الروايات (وسار إلى أن وصل إلى رأس الثنية. وعندها وجد كتيبة كبيرة. فقال: ما هذه؟ قالوا: هؤلاء حلفاء عبد الله بن أبي سلول من يهود. فقال: أسلموا؟ فقيل: لا. فقال: إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك. فردهم) (?).