يقول سيد رحمه الله:
5 - (وكان لغزوة تبوك أثر معنوي ضخم صحيح أنه لم يجر فيها قتال ولا طعان. ولكن هذه القوة التي وصفها الله تعالى {... ترهبون به عدو الله وعدوكم ...}) قد أدت مفعولها. فإذا ركائز النصرانية في أرض العرب تأتي لتسالم النبي (ص). ويأتي وفد إيلية ممثلا للنصارى في جزيرة العرب يعلن مهادنته لدولة الإسلام. وكما ورد في المصالحة. أنه يشمل (من كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر). كما صادف وصول رسول قيصر امبراطور الروم إلى تبوك ليعلن نفس الهدنة. وبذلك دانت جزيرة العرب كافة للإسلام.
ليس مهمة القوة في الإسلام أن تدمر وتقتل وتسفك. إنها القوة الرادعة المرهوبة الجانب التي تمكن الحرية للناس فيعبدون الله كما يشاؤون. وهي القوة التي تلجم الطغاة الذين يريدون فتنة الناس عن دين الله. ولابد أن يدرك الدعاة إلى الله. أن طريقهم حتى يؤتي ثماره، ويحقق جناه. لابد أن ينتهي إلى ما انتهى إليه الجيل الأول. وتكون دولة الإسلام المرهوبة الجانب. هي التي تحمي الدعاة في كل أرض. وتمكن الناس من وصول شريعة الله إليهم. والتمتع بثمار حكمها في الأرض. والدعوة التي لا تسير على منهج النبوة. لن تصل إلى ما تريد. فلن يحق الحق ويبطل الباطل إلا بالقوة التي تفعل ذلك: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}).
وقوة خالد الفدائية التي اختطفت ملك دومة الجندل أكيدر بن عبد الملك. جاءت به. ليعلن مصالحته. وهدنته مع النبي القائد