ومرت سليم، فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية. فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة.
فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الذمار. ثم جاءت كتيبة، وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله (ص) وأصحابه. وراية الرسول (ص) مع الزبير بن العوام. فلما مر رسول الله (ص) بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: ((ما قال؟)) قال: قال كذا وكذا.
فقال: ((كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة)) قال: وأمر رسول الله أن تركز رايته بالحجون) (?).
7 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ثم مضى رسول الله (ص) واستعمل على المدينة أبارهم كلثوم بن الحصين الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان. فصام رسول الله (ص) وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد - ماء بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين، وألف من مزينة وسليم وفي كل القبائل عدد وسلاح. وأوعب مع رسول الله (ص) المهاجرون والأنصار ولم يتخلف منهم أحد. فلما نزل رسول الله (ص) مر الظهران، وقد عميت الأخبار على قريش، فلم يأتهم عن رسول الله (ص) خبر ولم يدروا ما هو فاعل، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يتجسسون وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به.