الحياة الاجتماعية والخلقية:

لا شيء أوضح في وصف الحالة الاجتماعية والخلقية من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه بين يدي يزدجرد:

يقول يزدجرد: إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفونناكم، لا تغزون فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم. فإن كان عدكم قد كثر، فلا يغرنكم منا، وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إلى خصبكم وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم، فأسكت القوم.

فقام المغيرة بن شعبة فقال: أيها الملك ....

فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أسوأ حالا منا. وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ونرى ذلك طعامنا. وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل، وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحدنا ليدفن ابنت هـ وهي حية كراهية أن تأكل من طعامه، وكانت حالتنا قبل اليوم على ما ذكرت لك ..) (?).

وقول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بين يدي النجاشي: (أيها الملك .. كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف ..) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015