واضحة إلى عنف الحرب بين الفريقين .. ومع ذلك فلا يكاد يذكر أمام الجيش الذي وجهه حيث كان عدده في أقل الروايات مائة وخمسون ألفا، وترفعه الروايات الأخرى إلى مئتي ألف أي أنه يزيد قرابة سبعين ضعفا عن جيش المسلمين.

إن الهدف العسكري وراء المعركة، هو إعلام الروم بالوجود العسكري الإسلامي، ولو كان هذا الجيش كله ضحايا المعركة، وهذه الإعدادات والتوجيهات تشير إلى ذلك.

3 - وموقف المسلمين في معان وتشاورهم حول مواجهة الروم أو التريث في ذلك قد حسم الموقف فيها أحد الأمراء الثلاثة الذي قال: (والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون) ولم يحدث انقسام في الموقف وهذا من أعجب ما شهد التاريخ، أن يستجيب الجيش كله لداعي الجهاد ويقرر المواجهة رغم الفرق الهائل الضخم بين الجيشين، إن الشهادة في سبيل الله التي يحلم بها المؤمنون هي أقوى سلاح يملكونه في الأرض. فحب الموت والجهاد والشهادة في سبيل الله يبقى الغذاء الروحي الأعمق في كل تحركات المسلمين، ولن تستطيع الأمة المسلمة اليوم، والجماعة المسلمة أن تعيد الوجود الإسلامي للأرض، ما لم تعد هذه الروح تسري في الأمة من جديد.

فإذا كانت سمة الأمة المسلمة عند ابتلاعها من عدوها هو الوهن، وهو حب الدنيا وكراهية المولت، فبالمقابل لا بد أن تكون سمة الأمة المسلمة عند بعثها وولادتها من جديد هي حب الموت والشهادة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015