قلنا: لو دخلنا المدينة قتلنا. ثم قلنا: لو عرضنا أنفسا على رسول الله (ص) فإن كانت لنا توبة وإلا ذهبنا. فأتيناه قبل صلاة الغداة. فخرج فقال: ((من القوم؟)) قلنا: نحن فرارون. فقال: ((لا، (بل أنتم الكرارون، إنا فئتكم وإنا فئة المسلمين))) فأتيناه حتى قبلنا يده. ثم رواه غندر عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد .. عن ابن عمر قال: كنا في سرية ففررنا. فأردنا أن نركب البحر فأتينا رسول الله (ص) فقلنا: يا رسول الله نحن الفرارون. فقال: ((لا بل أنتم العكارون)) (?).
رواه الترمذي وابن ماجة من حديث يزيد بن أبي زياد، وقال الترمذي حسن لا نعرفه إلا من حديثه) (?).
9 - يقول ابن كثير: (وموسى بن عقبة والواقدي مصرحان بأنهم هزموا جموع الروم والعرب الذين معهم، وهو ظاهر الحديث المتقدم عن أنس مرفوعا: ((ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه)) ورواه البخاري، وهذا هو الذي رجحه ومال إليه الحافظ البيهقي بعد حكاية القولين لما ذكر من الحديث. قلت: ويمكن الجمع بين قول ابن
إسحاق وبين قول الباقين، وهو أن خالدأ لما أخذ الراية حاش بالقوم المسلمين حتى خلصهم من أيدي الكافرين من الروم والمستعربة. فلما أصبح وحول الجيش ميمنة وميسرة ومقدمة وساقة - كما ذكر