الخامسة: مرحلة دخول النصرانية إلى نجران والتي صادفت وجود ذي نواس على رأس الحكم والذي كان يهوديا، وسار بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين القتل وبين الدخول في دينه فاختاروا القتل. وقصة الغلام والساحر والراهب والملك التي رواها الإمام مسلم (?) والترمذي تدل على عظمة هوتاء المسلمين وثباتهم على الحق في وجه الطاغية ذي نواس.
وحكى الله قصتهم في قوله سبحانه: {قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} (?).
السادسة: انهيار حكمهم بعد ذلك وابتداء استيلاء الأجنبي على أرضهم حيث استولى الأحباش عليها ثأرا من ذي نواس باسم النصرانية عام 525 م. وبقوا على ذلك حتى استعادوا استقلالهم بمعونة الفرس بقيادة معد يكرب بن سيف بن ذي يزن الحميري، الذي اغتيل من الحبشة الذين أبقاهم لخدمته، وبموته انقطع الملك عن بيت ذي يزن، وولى كسرى غلاما فارسيا على صنعاء وجعل اليمن ولاية فارسية فلم تزل الولاة من الفرس تتعاقب على اليمن حتى كان آخرهم باذان الذي اعتنق الإسلام سنة 638 م. وبإسلامه انتهى نفوذ فارس على بلاد اليمن.