عولجت بالعلاج نفسه، ورأت مصلحتها في ترك حرب رسول الله (ص) فعلت. وقد وقع ذلك، لولا طمع عيينة بن حصن في نصف ثمار المدينة، على بعض الروايات، أو رفض السعدين المصالحة التي لم تبرم بعد، وأرجئت على موافقة السعدين، هو الذي حال دون ذلك، لحكمة أكبر ولله الحمد.

وتوجيه رسول الله (ص) لنعيم بن مسعود الأشجعي رضي الله عنه أن يمضي في تخذيل القوم والإذن له بالخديعة في الحرب كما في روية ابن إسحاق، إنما هي جهد بشري بشري تكلف القيادة به في محاولة لإنقاذ الموقف وتفتيت صف العدو.

8 - والتضحيات العظيمة التي قدمها المسلمون في حراستهم للخندق، وحراستهم لرسول الله (ص)، وصد الهجوم المتفرق، والهجوم المطبق الذي شنه عليهم المشركون من أبطال المشركين لهو دليل حي على يقظة المسلمين وقيادتهم، حتى ليستمر القتال ذات يوم من السحر إلى هوي من الليل في اليوم الثاني، ويفوت المسلمون الصلوات الأربع ويقضونها لعجزهم عن التوقف لحظة واحدة أثناء الاشتباك المباشر للقتال.

ومواجهة علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو في ريعان شبابه لبطل قريش عمرو بن عبدود، وشدة شكيمته في قتاله حتى قتله، لتؤكد قدرة المسلمين في اللحظات الحاسمة على مواجهة الصعاب مهما كانت ومقاومة التحديات مهما ادلهمت، فبذل الروح والنفس هو أهون ما يملكه المسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015