الفصل الرابع والعشرون
غزوة الخندق
(أ) وسببها أن النبي (ص) لما أجل بني النضير، وساروا إلى خيبر وبها من يهود قوم أهل عدد وجلد، وليس لهم من البيوت والأحساب ما لبني النضير. فخرج نفر من اليهود (منهم سلام بن أبي الحقيق النضري، وحيي بن أخطب النضري، وكنانة بن أبي الحقيق، وهوذة بن قيس الوائلي، وأبو عمار الوائلي في نفر من بني النضير، ونفر بن وائل. وهم الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله (ص)، خرجوا حتى قدمو على قريش مكة فدعوهم إلى حرب رسول الله (ص) وقال: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت لهم قريش: يا معشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد. أفديننا خير من دينه؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه، فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} إلى قوله تعالى: {.. وكفى يجهنم سعيرا} (?).