أن تكون هذه المعركة نهاية العصبة المؤمنة في الأرض ((اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض)).

لقد كان الرهان في عالم الأرض على افتتاح التاريخ بهذا النصر من أي من الفريقين، فقد كانت مطامح أبي جهل أن يكون مقود العرب بيده بعد بدر، ولا تزال العرب تهابه أبدا، وإذا بنصر الله يتنزل فتنقلب الموازين، ويتأرجح التاريخ، ويصبح مقوده بيد المسلمين، ومنذ ذلك الوقت لم يعودوا على هامش الأحداث يأملون ويدعون كما كانوا أيام انتصار الفرس على الروم، بل صاروا صناع أحداثه في بدر وبعدها. وجاء هذا النصر من الحسم ومن الضخامة بحيث اجتث الباطل من جذوره، فقد سقط قادة الكفر صرعى في هذه المعركة، وهم يحملون عبء الحرب ضد الدعوة خمسة عشر عاما أو تزيد، إنه جيل قادة كامل سقط على الساحة صريعا بين يدي هذه العصبة المؤمنة، أبو جهل بن هشام المخزومي، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة العبشميان، وأمية بن خلف الجمحي، وتبعهم بعدها النضر بن الحارث العبدري، وعقبة بن أبي معيط الأموي، وأبو لهب الهاشمي، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان. وقد عدد المقريزي أعداء رسول الله (ص) الكبار في إمتاع الأسماع فكانوا سبعة وعشرين رجلا قتل منهم في بدر وبعدها بقليل قرابة العشرين.

(وعن أبي طلحة أن نبي الله (ص) أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث). وكان من فضل الله تعالى على المؤمنين أن سقط بعض هؤلاء الأبطال صرعى بيد الفتيان الشباب من الأنصار، مثل مقتل أبي جهل وأمية بن خلف على يد المستضعفين من المسلمين أمثال بلال وعبد الله بن مسعود تحقيقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015