وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر ابن الخطاب فقال وأحسن .. ثم قال رسول الله (ص): ((أشيروا علي أيها الناس)) وإنما يريد الأنصار، وذلك أنهم عدد الناس، وأنهم حين بايعوه العقبة قالوا: يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا، فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله (ص) يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره ألا ممن دهمه من المدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم. فلما قال ذلك رسول الله (ص) قال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: ((أجل)) قال: فقد آمنا بك صدقناك. وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك. فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد. وما نكره أن تلقى بنا عدونا، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.
فسر رسول الله (ص) بقول سعد ونشطه ذلك، ثم قال: ((سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)) (?).
2 - وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال: فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ثم تكلم عمر