ومن أجل ذلك حين يقيض الله تعالى لدعوته قائدا فذا تكون أول ثمرات قيادته أن تجتمع عليه القلوب وتلتحم عليه الصفوف، ويكون قادرا على إنهاء الشتات، وإزالة الفرقة، لينتهي سبب الهلاك في الأمة، وتمضي صعدا في طريق العافية والبناء.

9 - ونلحظ كذلك حرص القيادة النبوية على أبنائها، فبالرغم من أن سعدا رضي الله عنه وعتبة بن غزوان قد تخلفا في البحث عن بعيرهما الذي يعتقبانه، وليس هناك ما يشير إلى أنهما وقعا أسيرين بيد قريش، إلا أن الموقف النبوي كان واضحا ومشددا بالنسبة لهما: ((لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا، فإنا نخشاكم عليهما، فإن تقتلوهما نقتل

صاحبيكم)).

وكان بالإمكان التساهل في هذا الأمر طالما أنه لم يثبت وقوعهما أسيرين بيد العدو، وتخلفهما عن المواجهة للبحث عن البعير يوحي بشيء من التقصير منهما. ومع ذلك، فمعالجة الأمر الداخلي شيء والحفاط على حياة جندي الدعوة شيء آخر. والداعية الذي يشعر بحرص الجماعة المسلمة عليه لا غرو أن يضحي بكل ما يملك دون تردد أو خوف على نفسه أو ولده أو أهله.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015