{الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله}، {والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}.
الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، لتحقيق منهجه. وإقرار شريعته، وإقامة العدل بين الناس باسم الله، لا تحت أي عنوان آخر، اعترافا بأن الله وحده هو الإله، ومن ثم فهو الحاكم.
والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، لتحقيق مناهج شتى - غير منهج الله - وإقرار شرائع شتى - غير شريعة الله - وإقامة قيم شتى - غير التي أذن بها الله - ونصب موازين شتى - غير ميزان الله -! ويقف الذين آمنوا مستندين إلى حماية الله ورعايته. ويقف الذين كفروا مستندين إلى ولاية الشيطان بشتى راياتهم، وشتى مناهجهم، وشتى شرائعهم، وشتى طرائقهم، وشتى قيمهم، وشتى موازينهم، فكلهم أولياء الشيطان.
ويأمر الله الذين آمنوا أن يقاتلوا أولياء الشيطان، ولا يخشوا مكرهم ولا مكر الشيطان: {فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}.
وهكذا يقف المسلمون على أرض صلبة، مسندين ظهورهم إلى ركن شديد، مقتنعي الوجدان بأنهم يخوضون معركة لله، ليس لأنفسهم منها نصيب، ولا لذواتهم منها حظ، وليست لقومهم، ولا لجنسهم، ولا لقرابتهم وعشيرتهم منها شيء .. إنما هي لله وحده، ولمنهجه وشريعته، وأنهم يواجهون قوما أهل باطل يقاتلون لتغليب الباطل على الحق، لأنهم يقاتلون لتغليب مناهج البشر الجاهلية - وكل مناهج البشر جاهلية - على شريعة منهح الله، ولتغليب