بكر في أمان (ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك).
...
لقد كان التخطيط البشري إذن على أعلى مستوى يملكه البشر في هذا المجال، ومع ذلك، فقد وقعت الحادثتان المشهورتان، كان يمكن أن يكون بهما إحباط الخطة، وإنهاء الجماعة المسلمة في الأرض، كما كان أبو بكر رضي الله عنه يتحسب (فجعل يمشي ساعة بين يديه، وساعة خلفه، حتى فطن رسول الله (ص) فقال: ((يا أبا بكر ما لك تمشي ساعة خلفي وساعة بين يدي؟)) فقال: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال: ((يا أبا بكر لو كان شيء لأحببت أن يكون بك دوني؟)) قال: نعم) (?) (إن قتلت فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة) (?).
وكانت الحادثة الأولى: وصول المشركين للغار، كما ذكرنا في الصحيح (لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟))).
لقد كان رسول الله (ص) في حالة من الأمن والطمأنينة، لم يصل إليها بشر في الأرض، وهو يرى نفسه بين يدي عدوه، لا يحول بينهما إلا التفاتة واحدة. وعمدما تجمع قوى الأرض على حرب محمد (ص)، فالله تعالى ناصره، وهو في الغار وبين يدي العدو.