ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم ثمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ويتركون السمين الطيب) قال: ((قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء، ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن.
ثم رأيت نساء معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم)) (?).
...
1 - لقد كان افتتاح الإسراء والمعراج بشق صدره عليه الصلاة والسلام، وبملئه بالإيمان، وغسل القلب كذلك، وهو أمر من معجزاته (ص)، تقتضيه تلك الرحلة إلى الحضرة الإلهية، والاطلاع على عوالم من عوالم الغيب. لن يستطيعها بشر، ولن يطيقها مخلوق. ومن أجل هذا هيىء قلبه عليه الصلاة والسلام، لمثل هذا المعراج، وهذا الأمر يعفينا من كثير من الخواطر حول إمكانية رؤية رسول الله لربه، والأمر كله أكبر من قياسه على العقل البشري. والطاقة البشرية الضعيفة، ومن من خلق الله تعالى أعد هذا الإعداد لمثل هذه المواجهات غير رسول الله (ص)؟
منذ طفولته وهو ابن الرابعة حين شق صدره لأول مرة، وانتزع منه العلقة السوداء، حظ الشيطان منه، وعند بعثته ليكون مهيأ لتلقي كلام رب العالمين، حيث شق صدرع وملىء قلبه بالإيمان، وهذه المرة الثالثة التي أعد للقاء مع الأنبياء والملائكة، والمثول بين يدي رب العالمين.