1 - لقاء رسول الله (ص) لم يدخلهم في الإسلام ولكنه غزاهم في أعماقهم، وعندما التقوا مع الفرس تشجعوا لذلك اللقاء، كما سمعوا الوعد من الصادق المصدوق (ص) ((أرأيتم إن لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم ..)) ومن أجل هذا جعلوا شعارهم: محمد (ص).
وبه انتصروا، وكانت هذه المقدمة للنصر الحقيقي للإسلام وشريعته.
وما تحرك المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه ابتداء، ومن ذاته بعد أن دخل بالإسلام، وجرأته على فارس، ثم إقرار الصديق له، ومده بخالد بن الوليد، إلا ثمرة ذلك اللقاء.
ونخلص من هذه السمة إلى أن الداعية قد لا يلقى أثر دعوته مباشرة، وقد لا يحصل التجاوب المطلوب منذ اللحظات الأولى - كما يبدو لأول وهلة - ولكن حسن عرضه لدعوته لا بد أن يضع بصمة واضحة أو نقطة بارزة في نفس المدعو، تعمل بعدها في نفسه، وتدفع في قلبه لتقوده إلى حظيرة الإيمان.
فلا يزهدن الداعية بأي فرصة، مهما بدت احتمالات القبول ضعيفة، فهي إن لم تغز القلوب، فلا بد أن تفتح مغاليقها، وتكسر أقفالها تهيئة لهذا القبول.
2 - (إن هذا الأمر مما تكرهه الملوك) فلا شك أن النظرة الفاحصة للمثنى رضي الله عنه تدل على عمق فهمه لهذا الدين، لأنه جاء ليزيل الطغيان من هذه الأرض، ويزيح البغي والطاغوت فيها، ولا شيء يغيظ الملوك