فقد عاش معه في بيت واحد، فهو أخبر الناس بقائد الدعوة وسيد الأمة بين كل المهاجرين إلى الحبشة.

(ب) وهذا الموقف بين يدي النجاشي يحتاج إلى فصاحة وبلاغة، وبنو هاشم قمة قريش نسبا وفضلا وجعفر في الذؤابة من بني هاشم. والله تعالى قد اختار هاشما من بني كنانة، واختار نبيه من بني هاشم، فهم أفصح الناس لسانا وأوسطهم نسبا.

(ج) وجعفر ابن عم رسول الله (ص)، ولا شك حين يتكلم أمام النجاشي ابن عم المبعوث رحمة للعالمين وأقرب الناس إليه، يجعل النجاشي أكثر اطمئنانا وثقة بما يعرض عن ابن عمه.

ولنسمع لجانب من هذه الرواية حول أهمية قرابة جعفر:

قال عمير بن إسحاق: حدثني عمرو بن العاص قال:

لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته، قلت: لأستقيلن لهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت: ائذن لعمرو بن العاص فأذن لي، فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا (يعني جعفرا) يزعم أنه ليس للناس، إلا إله واحد، وإنا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لاقطعت إليك هذه النطفة ولا أحد من أصحابي أبدا.

فقال: وأين هو؟ قلت: إنه يجيء مع رسولك. إنه لا يجيء معي.

فأرسل معي رسولا، فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء، فلما أتيت الباب ناديت ائذن لعمرو بن العاص ونادى خلفي ائذن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015