الفصل السادس عشر وطن الداعية حيث مصلحة الدعوة

الفصل السادس عشر

وطن الداعية حيث مصلحة الدعوة

رغم مظاهر الجوار التي شهدناها في الفصل السابق، لكن هذه المظاهر كانت تتركز على الحماية الشخصية للداعية دون أن يملك حريته كاملة في الدعوة لدينه، والعبادة في مجتمعه، وليس كل جنود الدعوة يملكون حتى هذه الحماية المحدودة. وحين يقوى ساعد الدعوة، كان الإرهاب يزداد، والأذى يشتد، ويبذل المشركون كل ما يملكون في حرب هذا الدين الجديد. وكان رسول الله (ص) يتفطر قلبه لما يصيب أصحابه من هذا، وهو غير قادر على منعه، وكان لا بد أن يبحث عن موطن آمن لأصحابه ودعوته، فكان التوجيه الأول منه (ص) إلى الحبشة.

(فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:

لما ضاقت مكة وأوذي أصحاب رسول الله (ص) وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله (ص) لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله (ص) في منعة من قومه ومن عمه لا يصل إليه شيء مما يكره، ومما ينال أصحابه فقال لهم رسول الله (ص): ((إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده، حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015