نفسه أكبر من العتب.
• وكانت هذه المحاولة الأولى.
(ب) (... ثم إنهم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى، فقالوا: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين - أو كما قالوا له - ثم انصرفوا عنه. فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله (ص) ولا خذلانه ... فبعث إلى رسول الله (ص) فقال له:
يابن أخي، إن قومك قد جاؤوني، فقالوا لي كذا وكذا - للذي كانوا قالوا له - فابق علي وعل نفسك، ولا تحملي من الأمر ما لا أطيق. قال: فظن رسول الله (ص) أنه قد بدا لعمه فيه بداء (?) أنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه. فقال رسول الله: ((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته)) ثم استعبر رسول الله فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: اقبل يابن أخي، فأقبل عليه رسول الله (ص) فقال: اذهب يابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا) (?).