الفرد الواحد يأتي إلى النبي (ص) فيسلم، ثم يأتيه أمر النبي (ص) أن يمضي إلى قومه، يدعوهم، ويصبر على تكذيهم وأذاهم، ويتابع طريقه حتى يعود بقومه إلى رسول الله (ص).

(فعن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال:

كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا مليئا كثير الضيافة.

فقدم مكة ورسول الله (ص) بها، فمشى إليه رجال من قريش فقالوا: يا طفيل إنك قدمت بلادنا، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، وفرق جماعتنا وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وأبيه، وبين الرجل وأخيه، وبين الرجل وزوجته، إنا نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا منه فلا تكلمه ولا تسمع منه.

قال الطفيل: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا لا أكلمه، فغدوت إلى المسجد، وقد حشوت أذني كرسفا (يعني قطنا) فرقا (?) من أن يبلغني شيء من قوله .. فغدوت يوما إلى المسجد فإذا رسول الله (ص) قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي: واثكل أمي، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته، وإن كان قبيحاء تركته .. فمكثت حتى انصرف إلى بيته ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت: يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015