قال ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل- وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد تتبع الكتب، وعلم من علم الناس- ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه.

فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبي هذه الأمة. قد عرفت إنه كائن لهذه الأمة نبي هذا زمانه. فجعل ورقة يستبطئ الأمر، ويقول: حتى متى؟! وقال في ذلك:

لججت وكنت في الذكرى لجوجا ... لهم طالما بعثالنشيجا

ووصف من خديجة بعد وصف ... فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي ... حديثك أن أرى منه خروجا

بما خبرتنا من قول قس ... من الرهبان أكره أن يعوجا

بأن محمدا سيسود يوما ... ويخصم من يكون له حجيجا) (?)

1 - (وكانت خديجة يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه).

ولا غرو فهي التي كانت تسمى الطاهرة في قومها. وقد أعدها الله تعالى لنبيه. لتكون أكبر سند له في دعوته، ويكون مالها قربى في سبيل الله، ويكفيهما قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها: ((خير نسائها مريم بنت عمران،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015