هذا الخط الواضح يمكن أن نعبر عنه بكلمة جامعة هو المشاركة في الفضائل، والتنزخ عن الجهالات (?) والرذائل، والترفع عن سفاسف الأمور، ومباذلها الرخيصة.

نفقه ذلك من خلال مشاركة النبى - صلى الله عليه وسلم - لقومه في حرب الفجار، وبناء الكعبة وحلف الفضول، والتحكيم في الحجر الأسود، وهو المحفوظ من الله تعالى، والمصنوع على عينه. فلو كان في هذه الأمور خطأ أو خلل لنزه الله تعالى نبيه عن ذلك، كما رأينا في الفقرة الأولى في صرفه عليه الصلاة والسلام من ربه عن انحرافات الجاهلية وعباداتها وعقائدها وممارساتها.

4 - والمشاركة للناس في أفراحهم وأحزانهم خاصة، لها أثر طيب في نفوسهم. وليس الأصل الامتناع عن المشاركة حين يكون فيها بعض المنكرات، بل الأصل محاولة إزالة هذه المنكرات، والمشاركة بعد ذلك وقد يكون جاه الداعية في مجتمعه لاحترامه وتقديره هو الذي يحول دون وجود هذه المنكرات لو حضر مثل هذه المناسبات، لكنه عندما ينعزل عن مجتمعه وبيئته يستسهل الناس اقتراف المنكر، والتسمك بالعادات الذميمة، وفي الوقت نفسه تكبر الفجوة بينهم وبين الداعية ويسقطونه من حسابهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015