20 - إن من الحكمة في دعوة الوثنيين بالحكمة القولية أن يقدم لهم الداعية الحجج والبراهين العقلية على إثبات ألوهية الله - تعالى-، وأن الكمال المطلق له من كل الوجوه، وما عبد من دونه ضعيف من كل وجه، وأن التوحيد الخالص دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام والغلو في الصالحين سبب كفر بني آدم، والشفاعة لا تنفع إلا بإذن الله للشافع ورضاه عن الشافع والمشفوع له، وأن البعث ثابت بالأدلة العقلية والنقلية القطعية، وأن الله الذي سخر جميع ما في هذا الكون الفسيح لعباده فهو في الحقيقة المستحق للعبادة وحده.
21 - إن دعوة اليهود بالحكمة القولية إلى الله - تعالى- ترتكز على إثبات نسخ الإسلام لجميع الشرائع، وإظهار وإثبات وقوع التحريف في التوراة، واعتراف المنصفين من علمائهم، وإثبات رسالة عيسى ومحمد، عليهما الصلاة والسلام.
22 - إن دعوة النصارى بالحكمة القولية إلى الإسلام تقوم على إبطال عقيدة التثليث، وإثبات وحدانية الله - تعالى-، وتقديم الأدلة العقلية والبراهين القطعية على أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ثم تقديم البراهين على إبطال قضية الصلب وإثبات بشرية عيسى والقتل، وإثبات وقوع النسخ والتحريف في الأناجيل، وتتويج ذلك بالاعترافات الصادقة من المنصفين من علماء النصارى.
23 - إن من حكمة القول مع أهل الكتاب وغيرهم من الكفار أن تُقدم لهم الأدلة وذلك ببيان معجزات القرآن الكريم والبراهين القطعية على صدق رسالة النبي محمد ... - صلى الله عليه وسلم - الحسية المشاهدة، ثم تتويج ذلك بمعجزة القرآن التي عجز عنها جميع الجن والإنس، ومعجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأدلة القطعية على عموم رسالة الإسلام في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة.
24 - إن من مقتضى العقول السليمة والحكمة السديدة أن لا يُخاطب- المسلم في توجيهه وإرشاده وحثه على الالتزام بدينه- كما يُخاطب الملحد، أو الوثني، أو الكتابي، أو غيرهم من الكفار.
25 - إن من الدعوة إلى الله بالحكمة أن يبدأ الداعية بالمهم، ثم الذي يليه، وأن يجعل للمدعو من الدروس ما يسهل عليه حفظها وفهمها، والتفكر التام فيها، وأن يعلَم العوام