مقرون الحاجبين, أجعد الشعر (?).
كان يجمع بين جمال الطلعة وجمال الجسم، وبين أبدع المواهب، كان بطلاً شجاعًا، نجدًا حاذقًا، جوَّادًا كريمًا، زاهدًا فى زينة الدنيا، عادلاً متورعًا, متقشفًا, لباسه الصوف، وطعامه خبز الشعير، ولحوم الإبل وألبانها (¬2). كان عزيز النَّفس كثير الخوف من الله.
كان يجمع الصفح والعفو عن الذنوب مهما كبرت ما عدا الذين يرتكبون الخيانة فى حق الدِّين فلا مجال للعفو عنهم (?).
ربَّته الأحداث وصاغت من شخصيته قائدًا فذًا، وبرهنت الأيامُ على أنه له مقدرة على فهم واقعه, قادر على النهوض بقَومه وشعبه وجيشه نحو حياة إسلامية حضارية أفضل.
تلقَّى يوسف تعاليمه الأولى فى قلب الصحراء من أفواه المُحَدِّثِين والفقهاء، ونما وترعرع وتربَّى على تعاليم الإمام الفقيه ابن ياسين، ونبغ فى فنون رجال الحرب، وفى السياسة الشرعية التى تتلمذ على الفقهاء فيها، وقام بها خير قيام, وسنرى ذلك - بإذن الله- فى بحثنا هذا.
تذكُر كتب التَّارِيخ أنه تزوج زينب النفروية بعد أن طلَّقها ابن عمه أبو بكر بن عمر عندما عزم على السفر إلى الصحراء للجهاد والدعوة والإصلاح، فقال لها: أنت امرأة جميلة بضَّة، لا طاقة لك على حرارة الصحراء، وإنِّى مطلقك؛ فإذا انقضت عدتك فانكحى ابن عمى يوسف بن تاشفين، وتزوَّجها يوسف بعد تمام عدَّتِها، وكانت زينب بنت إسحاق مشهورة بالجمال والرئاسة, بارعة الحسن, حازمة, لبيبة, ذات عقل رصين, ورأى سديد, ومعرفة بإدارة الأمور، فكانت نِعْمَ الزوجة المعينة لزوجها, وقد
مدحت كتب التَّارِيخ هذه المرأة, واعتبرتها من خيرة نساء دولة المرابطين، وتوفيت
عام 464هـ/ 1071م.
وتزوَّج الأمير يوسف من سيدة أندلسية تُدعَى قمر ولا تذكر كتب التَّارِيخ عنها شيئًا، ويقال: هى التى أنجبت الأمير علي ولى العهد، وأمير الأَنْدَلُس والمغرب بعد والده.