يُمَثِّل أهل الحِّل والعقد ممن شهدت لهم جموع المرابطين بأنَّهم أهل لذلك كانت حساباتهم دقيقة, وفتاويهم موزونة، ومعاركهم مدروسة.

أما قتالهم لبرغواطة, وغمارة, ذات المعتقدات الكُفرية والانحرافات العقدية فهذا يعتبر من أعظم أعمالهم الجهادية, عندما وقفوا لإزالة الدولة الشركية واقتلعوها من جذورها، وبُدِّلت بأصولٍ سنية زكية بهية.

كما لاحظتُ أن للعلماء شبكة عملية للاتصال والتشاور ووضع الخطط اللازمة لإحياء الإسلام فى الشَّمَال الإفريقي، حيث نجد أن الإمام أبا عمران الفاسى هو الذى وضع الخطوط العريضة والإرشادات النافعة لدولة المرابطين، ثم وجَّه الأمير يحيى بن إبراهيم إلى موقع من مواقع حلقة الاتصال الواسعة بين العلماء ليرسل قائد تلك الجهة وهو ابن وجاج مع الأمير يحيى أحد الأفراد الذين يتوسم فيهم ذكاءً ونجابةً وصلاحًا وتفوقًا للدعوة فى قبائل صنهاجة, وكان اختيار ابن وجاج فى محله الذى استمرَّ على اتصاله بشيوخه.

كما أن علماء سجلماسة كانوا ضمن شبكة من شبكات التعاون بين فقهاء أهل السنة، فهم الذين شجَّعوا جيوش المرابطين لتوحيد الديار المغربية تحت لواء دولة سنية.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015