وتذكرُ كتب التاريخ أن منبر جامع القرويين من أجمل منابر الإسلام، وتدل على روعة المغاربة فى اختياراتهم الذوقية الرفيعة (?).

2 - المسجد الجامع بتلمسان:

وكان مقرًا لنشر علوم الإسلام وتربية المسلمين على معانى القرآن، وتم بناء هذا المسجد عام 530هـ فى إمارة على بن يوسف، وكانت هندسته المعمارية فى غاية الجمال ودقة الإتقان، ورأى بعض المؤرخين إن البنيةَ المعمارية لمسجد تلمسان فيها لمسات أَنْدَلُسية, وفنون معمارية قرطبية، بل بعضهم يرى أن عرفاء مسجد تلمسان قلَّدوا جامع قرطبة تقليدًا مباشرًا فى لوحتى الرخام اللتين تكسوان إزار واجهة المحراب بتلمسان، وكذلك سقف المسجد الخشبى شبيه بسطح مسجد قرطبة، وكذلك البلاط شبيهٌ به أيضًا.

والذى يظهر أن دولة المرابطين انصهرتْ فى بوتقتها حضارة المغاربة والأَنْدَلُسيين والأفارقة، فتجد تلك المعالم الحضارية المختلفة فى كافة بقاع دولة المرابطين، ولا ينكر تأثير المعالم الحضارية المعمارية الأَنْدَلُسية فى جميع مدن الدولة.

3 - الآثارُ الحربية:

اهتم المرابطون بالحصون والقلاع؛ ولذلك انتشرت فى المدن والثغور.

وزاد الاهتمام بالتحصينات العسكرية فى زمن على بن يوسف, الذى أكثر من الأسوار والقلاع والحصون للدفاع عن دولته فى المغرب ضد الحركات السياسية والثورات العدائية المناهضة لدولة المرابطين، وواصل الأمير على اهتمامه بهذا الأمر كذلك فى الأَنْدَلُس.

ومن أروع آثار المرابطين الحضارية الحربية أسوار مراكش حيث بدأ الأمير على بن يوسف فى بناء سور المدينة عام 520هـ وكمَّل بناء السور عام 522هـ (?).

وانتشرت فكرة بناء الأسوار فى الأَنْدَلُس، وفرضت الدولة على رعاياها ضريبة تنفق على هذا الهدف الاستراتيجى الجهادى الدفاعي.

ومِن أشهر الأسوار التى بنيت أو أعيد ترميمها فى الأَنْدَلُس، أسوار المرية وأسوار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015