فليعتز بطاعة الله عزَّ وجلَّ (?).

وقال تعالى: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [المنافقون:8].

إننى عندما مررت بسيرة الإمام ابن ياسين ذكرت وصفه بأنَّه ذو مَهَابَة عظيمة فى نفوس أتباعه, ونال شرفًا وعزة فى قومه.

وعندما مررت بسيرة الإمام أبى بكر بن عمر، ذكرتُ أنه إذا ركب للجهاد ركب معه 500 ألف من قومه يجاهدون معه.

وعندما ذكرت سيرة الأمير يوسف بن تاشفين ذكرت وصفًا له كأنه خُلق للزعامة.

ورأيت فى سيرة هؤلاء الأبطال عزًّا وشرفًا نالوه بالاستعلاء على شهوة النفس وبالاستعلاء على القيد والذُّل، كان استعلاؤهم على الخضوع الخانع لغير الله واضحًا فى سيرتهم العطرة، كانت حياتهم خضوعاً لله وخشوعا، وخشية لله وتقوى ومراقبة لله فى السراء والضراء، وهذا هو سرُّ عزهم وشرفهم فى تاريخنا الإسلامى المجيد.

لقد عاش المرابطون فى بركة من العيش، ورغد من الحياة الطيبة التى وصلوا إليها بإقامة دين الله.

قال تعالى: {وَلَوْ إن أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96].

خامسًا: انتشار الفضائل وانزواء الرذائل:

لقد انتشرت الفضائل فى عصر المرابطين وانحسرت الرذائل، فخرج جيل فيه نبل وكرم وشجاعة وعطاء وتضحية من أجل العقيدة والشريعة، متطلعًا إلى ما عند الله من الثواب, يخشى من عقاب الله؛ لقد استجاب ذلك المجتمع بشعبه ودولته وحُكَّامه إلى ما يُحييه من الإيمان والقرآن وسنة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.

إن آثار تحكيم شرع الله فى الشعوب التى نفذت أوامر الله، ونواهيه ظاهرة بينة لدارس التَّارِيخ، وإن تلك الآثار الطيبة التى أصابت دولة المرابطين لهى سنن من سنن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015