فَلْيُحْذَرْ -إذن- من هيجان الحظوظ النفسية، أو الطائفية، وقيام حجاب الأثرة والأنانية، والإعجاب بالنفس، أو العمل؛ فإنه حجاب عن التمكين، بل سبب للهلاك، والعذاب الأليم.

وبالنظر الخاص إلى واقع الدعوات السلفية بعد الثورات العربية؛ فإن المرحلة الراهنة ينبغي أن تشهد محاولاتٍ جادَّةً لتقوية التحالفات، وإيجادًا حقيقيًّا لتكتلات سلفيةٍ، أو -على الأقل- تكتلاتٍ بقيادةٍ سلفية، ومن الجدير بالملاحظة: أن التكتلات سوف تكون هي سِمةَ المرحلةِ المقبلة في العالم بأَسْرِهِ؛ ذلك أن أجواء الصراع بعد مرحلة القطب الواحد ستفرِضُ هذه الظاهرة، وبقدر ما يطلب من التيار السلفي -بطوائفه وأطيافه- أن يَعتنيَ بالاجتماع والتنسيق والتحالفات، يُطْلَبُ منه -أيضًا- أن ينأى بنفسه عن الاستعراضات التي تُذْعِرُ الأعداءَ، وتُعَجِّلُ بالتكالبِ على القصعة السلفية من كل حَدَبٍ وصوبٍ، وقد يلتحق بذلك -أيضًا- الحرصُ على مواقعَ متقدمةٍ، أو حقائبَ سياسيةٍ مهمةٍ، فضلًا عن التَّرَشُّحِ لمناصبَ رئاسيةٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015