المبحث الثاني أولوية إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد

إذا كانت الأولوية الأول هي الرَّد إلى الأمر الأول؛ فإن أَوَّلَ الأمرِ، ورأسَ العملِ هو إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهذا قَبْلَ كلِّ أولوية؛ فأوَّلُ المأمورات وأولاها بالدعوة: توحيد الله تعالى، وأول المنهيات وأولاها بالإنكار: الشرك بالله.

فَخَوْضُ المعركة العقدية في الإصلاح والتأثير مقدَّمٌ على خوض المعركة العسكرية في القتال والتغيير، فضلًا عن المعارك السياسية أو غيرها، فلا يجاهَدُ أهلُ الشرك والطغيان باليد والسنان، إلاَّ بعد جهادِهِم بالدعوة والحجة والبرهان.

والأولويةُ للقضايا الكبار أمرًا ونهيًا، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا" (?)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنه لن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015