وذلك أنَّ الغضبانَ إن بقي قائماً حال غضبه فإنَّه سيكون قريباً مِِمَّن أغضبه، متهيِّئاً للانتقام منه، فربَّما ضربه أو لطمه أو اعتدى عليه، فإذا جلس تباعد منه، وإذا اضطجع كان أبعدَ وأبعد.
وهذا فيه دلالةٌ على أنَّ الغضبانَ ينبغي عليه أن يحرصَ على أن يملكَ نفسَه حال الغضب في الأقوال والأفعال، فلا يُباشر شيئاً منها حتى يسكن ويطمئنَّ؛ ليكون قولُه حقًّا وفعلُه عدلاً، لا زلل فيه ولا شطَط.
والله وحده المسؤول أن يُوفِّقنا وإيَّاكم إلى سديد القول وصالح العمل، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل.