170 / مَا وَرَدَ فِي السَّلاَمِ

إنَّ من آداب الإسلام الحميدة وخصالِه الرشيدة إفشاءَ السلام، فإنَّ السلامَ تحيَّةُ المؤمنين، وشعارُ الموحِّدين، وداعيةُ الإخاء والأُلفة والمحبَّة بين المسلمين، وهو تحيَّةٌ مبارَكةٌ طيِّبةٌ، كما وصفه بذلك ربُّ العالمين، وذلك في قوله سبحانه {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} 1، وهو تحيَّة أهل الجنَّة يحيِّيهم بها الملائكة الكرام، وذلك عندما يُساق أهل الجنَّة إلى الجنَّة زُمَراً، وتفتح لهم أبوابها الثمانية، فيتلقَّاهم خزنتُها بهذه التحيَّة {سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} 2، وهو تحيَّة أهل الجنَّة بينهم، كما قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} 3، وهو تحيَّة الملائكة، وتحيَّة آدم وذريته.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ؛ طُولُهُ سِتًّونَ ذِرَاعاً، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذرِيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015