الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب الوابل الصيب لتلميذه العلامة ابن القيم، وكتاب تحفة الذاكرين للإمام الشوكاني، وكتاب تحفة الأخيار للإمام الشيخ عبد العزيز بن باز - رحم الله الجميع - إلى غير ذلك من الكتب القيمة والمؤلفات النافعة التي كتبها أهل العلم قديماً وحديثاً في هذا الباب العظيم1.

ومؤلفاتهم في هذا الباب متفاوتةٌ، فمنهم الراوي الأخبار بالأسانيد، ومنهم الحاذف لها، ومنهم المطول المسهب، ومنهم المختصر والمتوسط والمهذب.

ومن المعلوم أنَّ هذه الأذكار المتعلقة بعمل المسلم في يومه وليلته تحظى باهتمام المسلمين البالغ وعنايتهم الكبيرة، غير أنَّ الكثير منهم قد لا يميزون في ذلك بين الصحيح الثابت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وبين الضعيف الذي لا يثبت عنه، وقد لا يعرفون أيضاً معاني هذه الأذكار العظيمة ولا مقاصدها الجليلة، فيفوتُهم بذلك نفعُها العظيم وتأثيرُها البالغ، قال ابن القيم رحمه الله: "وأفضلُ الذِّكر وأنفعُه ما واطأ القلبُ اللِّسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده"2. اهـ كلامه رحمه الله.

هذا وسوف أتناول - إن شاء الله - طائفةً عطرة، ونخبةً مباركة من تلك الأذكار المتعلقة بعمل المسلم في يومه وليلته مع بيان ما يتيسر من حِكَمها العظيمة ودلالتها القويمة ومعانيها الجليلة، مستمنحاً من الله وحده العونَ والتوفيق والسداد، وأسأله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لكلِّ خير يحبه ويرضاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015