دون ما سواه بالتعوُّذ به سبحانه من نَزَغَات الشيطان وشرور النفس، وشرِّ كلِّ ذي شر من الخلق، ومن شر كلِّ نقمة أو بلاء أو مصيبة.
وفيها تقريرٌ لتوحيد الله عز وجل، وبراءةٌ وخلوصٌ من الإشراك به، وإقرارٌ وإذعان بربوبيته وألوهيته، ومَن كان ذا عناية واهتمام بأدعية النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المأثورة عنه فإنَّه يبوء ويعترف مرات كثيرةً بأنَّ الله عز وجل وحده هو الذي أمات وأحيا، وأطعم وأسقى، وأفقر وأغنى، وألبس وأكسى، وأضلَّ وهدى، وأنَّه وحده المستحق لأنْ يُؤْلَهَ ويُعبد، ويُخضع له ويُذل، وتُصرف له جميع أنواع العبادة.
فالذِّكر كما يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: "شجرة تثمر المعارفَ والأحوال التي شَمَّر إليها السالكون، فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلاَّ من شجرة الذِّكر، وكلَّما عظمت تلك الشجرةُ ورسخ أصلُها كان أعظمَ لثمرتها، فالذِّكر يُثمرُ المقاماتِ كلَّها من اليقظة إلى التوحيد، وهو أصل كلِّ مقام، وقاعدتُه التي يُبنَى ذلك المقامُ عليها، كما يُبنَى الحائط على أُسِّه، وكما يقوم السَّقفُ علىحائطه"1.
إضافة إلى ذلك فهي مشتملةٌ على غاية المطالب الصحيحة، ونهاية المقاصد العليَّة، وفيها من الخير والنفع والبركة والفوائد الحميدة والنتائج العظيمة ما لا يمكن أن يحيط به إنسان أو يعبر عنه لسان.
ولذلك فإنَّ مِن الحَرِيِّ بالمؤمن أن يكون محافظاً تَمام المحافظة على تلك الأذكار العظيمة، كلَّ ذكر في وقته المناسب له من يومه وليلته، بحسب وروده في السُّنَّة؛ لتَتحقق له تلك الأفضالُ العظيمة والمعاني الكريمة، وليكون مِمَّن